الجمعة، 10 ديسمبر 2010

سورة العلق

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ
بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ
نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)




اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)

اقرأ ما أُنزل عليك من القرآن مفتتحاً ربك المتفرد بالخلق , فبالقراءة يُنال العلم ,وتحصل المعرفه , ويُعبد الرب , وباسم الله تحصل البركة
والفتح والتوفيق .


خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)

الذي صُور الأنسان من قطعة دم غليظ فركب سمعه وبصره , ونفح فيه الروح ومنحه الحياة بعد أطوار من الخلق

 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣)

اقرأ ما أنزل إليك ربك كثير الإحسان , واسع الجود , وسوف يفتح عليك اذا قرأت , ويمّن عليك بالفهم إذا تعلمت .

الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)

الذي علم الأمم الكتابة بالقلم , فحفظوا العلوم ,  ودونوا الأخبار , ونقلوا الآثار , فالقلم ذو الحجم الضئيل خطروه جليل , وشرفه عظيم .

عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)

علّم الأنسان ما كان يجهله , فرقّاه من ضلمات الجهل إلى نور العلم , ومن حضيض الغفله إلى سماء المعرفة , فبالعلم ينال كل فضل .

 كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦)

حقاً إن الأنسان اذا خلا من الإيمان يبطره الجهل ويطغيه المال , فيتجاوز الحدود ظلماً وفساداً وفسقاً وكيداً وعتواً 

أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧)

فإذا وجد الغنى طغى وبغى , إذا فقد التقوى فتجده منتهكاً للمحرمات , تاركاً لطاعات , مانعاً للحقوق .

 إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨)

فليتيقن كل طاغٍ وباغٍ أن المعاد الى الله , وأن المصير إليه في يوم الحساب , لينال العقاب على اسرافه , فهل من معتبر ؟ 


 
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩)

ألا تعجب ممن ينها عباد الله من طاعة الله , ويصد عن سبيل الله , ويمنع الخلق ان يعبدوا الخالق ؟.

عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)

ينهى العباد إن يصلوا للرب كما فعل أبو جهل مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومثله من يمنع المتصدق من الصدقة والداعية من الدعوة
والمجاهد من الجهاد .


 أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١)
ألاأيت إن كان هذا العبد الذي نهي عن الصلاة على هدى من الله ,  والناهي على ضلالة وفي جهاله لتكذيبه بالرسالة .


أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢)

أو إن كان يأمر غيره بتقوى الله , فكيف عن ذلك ينهاه ؟, فإن الآمر بالصلاح  حقه أن يُعان ويُساعد , لا أن يحارب ويُجاهد .

أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣)

ألاأيت ان كان على الناهي مكذباً بالخبر  , متوَلياً عن الأمر , كذُب الأقوال , وترك الأفعال , وكذّب بقلبه ولسانه وتولى بأركانه .

 أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤)

ألم يعلم بأن الله يرى ما يفعل ويبصر ما يعمل , فهو يحصي أقواله , ويكتب أفعاله , ويعلم أحواله , ويجعل إلية مآله . 

كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥)

ليس الأمر كذلك , والله لئن لم يتكر هذا الشقي محاربته للحق وأذاه للرسول لناخذنً بناصيته أخذاَ  عنيفاً , ونجذبه جذباً شديداً , ثم لننبذنًّه في نار
جهنم ذليلاً مدحوراً .


نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)

فناصيته ناصيه كاذبه في أقوالها , خاطئه في أفعالها , وهو يَكْذب في الأخبار , وخطئ في الأحكام , فالإرادة فاسدة والعقيدة جاحدة .


 فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧)

فليأت هذا الشقي بأهل ناديه الذي كان يدّعى نصرتهم له , ليرى أن لا نصر له من دون الله , ولن يدفع عنه أحد .

 سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)

سندعو ملائكة العذاب وزبانية العقاب , وهم غلاظ شداد  , بطشهم شديد بكل فاجر عنيد .


كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)

ليس الأمر كما ظن هذا الكافر فانت - محمد - محفوظ منصور ,فلا تطعه في ترك الصلاة بل زد من السجود والتقرب إلى ربك , لتنال قُرْبَخ
وحُبَّهُ , وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

سورة القدر

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)



إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)

إنا أنزلنا القران في ليلة القدر من شهر رمضان , فلهذا النزول صارت خيراً من الف شهر في العبادة والشرف والفضل والمنزلة . 

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)

وما أعلمك ما فضل ليلة القدر وما شرفها ؟

 لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)

ليلة القدر فاضلة شريفة مباركة افضل عند الله من عبادة الف ليلة , فهي أفضل الليالي على الإطلاق .

 تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)

ينزل فيها ملائكة الرحمن من السماء بكل أمر قضاه الله في تلك السنة , ومعهم جبريل أكرمهم على الله , فلفضلها اختصها الله بهذا النزول .

سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)

وهي أمن كلها , سلام جميعها , بركة من أولها لآخرها , لا شر فيها ولا فتنة , ولا شؤم ولا بؤس من بدايتها الى أن يطلع الفجر في صباحها .
 
 
 
 

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

سورة البينة

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا
تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ
رَبَّهُ (٨)




لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١)

لم يكن أهل الكتباب والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العلامة الموعوده بها التي ذكرت في كتبهم .

رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢)

وهذه العلامة هي مبعث الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي يتلو قرآناً في مصحف منزه عن الدنس مطهر من الرجس .

 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣)

 في هذه الصحف اخبار صادقه وأحكام عادله وأمور نافعة وقصص مفيدة, ومنهج مجيد , تهدي الى الحق , وتدل على الفضيل , وترشد إلى
الهدى .


وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)

ما اختلف أهل الكتاب في صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما بعث بغياً وحسداً , وإلا فقد كانوا مجتمعين على أنة الرسول من عند
الله كما جاء في كتبهم , ثم جحدوا وتفرقوا في شأنه .


 وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)

وما أمروا في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم - وهو دين كل نبي - إلا بإخلاص العباده لله والميل عن الشرك به , وإقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة ,
وهذا هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله غيره . 


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦)

إن الذين كفروا من اليهدو والنصار والمشركين ,مأواهم نار جهنم خالدين فيها , فهم أشد الناس شراً , وأعظم الخليقة فجوراً  , فقد كذبوا القرآن
, وجحدوا بالرسول , وحاربوا الحق .


إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧)

إن الذين أمنوا بالله وعملوا الصالحات بإخلاص واتباع , فهم أفضل الخليقة وصفوة الناس , لأنهم امتثلوا أمر الله واحتنبوا نهيه وتبعوا رسوله
وهتدوا بهداه .


جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨)

ثوابهم عند الله يوم القيامه جنات الخلد , في مقعد صدق , ومقام آمن , وسلام من النعيم المقيم والفوز العظيم , وهي جنات تجري من تحتها
الأنهار في غاية الحسن ونهاية الجمال , ومع هذا النعيم رضوان الملك الكريم , والرحمن الرحيم , بقبول أعمالهم , ورضوا عنه بما أنعم عليهم ,
وأغدق عليهم من الكرامة , وهذا جزاء كل من خاف مولاه , واتقى الله بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه .
 
 

سورة الزلزلة

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥) يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)




إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١)

إذا اضطربت الأرض اضطراباً شديداً ,ورجت رجاً عظيماً , وأصابها زلزال يهز أعلاها وأسفلها , ويغيّر معالمها .

 وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢)

وأخرجت ما في جوفها , ورمت بما في بطنها من موتى وكنوز , ودفعت بها إلى ظهرها استعداداً ليوم الفصل .

 وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (٣)

حار الإنسان وأصابه ذهول  واعترته دهشة وسأل مذهولاً , فالأرض ماذا دهاها , ماذا اصابها , مالها ؟ .

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤)

يوم الفصل تخبر الأرض بكل ماعُمِلَ على ظهرها من حسنة وسيئة , وصلاح وفاسد , وحق وباطل , لتكون شاهدة على كل احد . 

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)

حينما يأمرها الله أن تخبر بكا شيء عمل عليها , ولا تكتم خبراً , وولا تجحد أمراً ,  فتقر بكل عمل صغير وكبير .

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦)

حينها يعود الناس إلى فصل القضاء أنواعاً مختلفين , ليشاهدوا نتائج أعمالهم من حسنات وسيئات وبر وفجور .

 فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧)

فمن يعمل وزن نملة صغير من الخير يجد ثوابه عند ربه . فلا يحتقر فاعل الخير القليل فإنه كثير بالنية والصدق وحت البسمة صدقة .

 وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)

ومن يعمل وزن نملة صغير من شر يجد عقابه عند ربه . فلا يحتقر عامل فعل السوء ولو قل , فرب عثرة من كلمة ولا صغيرة مع الإصرار .
 
 
 
 
 
 
 

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

سورة العاديات

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى
ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)




وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)

أقسم قسم بالخيل الجاريات المسرعات للجهاد السابقات , التي لها صهيل لشدة عدوها وسرعة جريها , وهي أجمل شي حينئذ وأروعه .

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢)

فالموقدات ناراً بحوافرها لقوة جريها وشدة سرعتها ومضائها في عدوها ,فهي بأقدانها تقدح شراراً وتوري ناراً .

 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣)

فالسابقات إلى الاعداء في الصباح يوم تعدو مع طلوع الفجر , تحمل الأبطال إلى ساح القتال في بهجة وجمال .

 فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)

فأثرنا بالجري غباراً , وحركن بالعدو تراباً من قوة ضرب الخيل بأقدامها الارض لشدة سرعتها وقفزها . 

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)

فتوسطت الخيل بالأبطال وسط الأعداء في ساح القتال , فأصبحن في حَومة الوغى , ووسط المعركة وقلب العاصفة .

 إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)

إن الأنسان يجحد نعم ربه , وينكر إحسان الاله , ويكفر بنعم مولاه . فشكره قليل او معدوم .

 وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)

وإن الانسان على الجحود مقر معترف بما اقترف , يشهد على سوء فعله بنفسه ويعلن تقصيره .

 وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)

وإنه شديد في حب المال , مولع بالحطام , مغرم بالدرهم , عاشق للدنيا , حريص على جمعها , خادم لها .

أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩)

أفلا يعلم الأنسان ماذا ينتظره إذا خرج من قبره لحشره , وحضر للحساب ؟ فما له لاهٍ ساهٍ لاعب .


 وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠)

واستخرج ما في الصدور من أمور , وظهر ما في الظمائر , وبان ما في السرائر , وبدت الخوافي , وانكشف كل مستور .

 إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)

إن الله - عز وجل - بأعمال عباده خبير , وبسعي خلقة بصير , لا يخفى عليه أمر , ولا يعزب عنه سر , لأنه يعلم كل شيء .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

سورة القارعة

الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)




الْقَارِعَةُ (١)
القيامة تقرع القلوب باهوالها  وتهز العالم بصوتها  , وتهل الناس , وتدهش العقول , فهي أعظم خطب واشد كرب


مَا الْقَارِعَةُ (٢)

ما أعظمها من حدث , وما أخطرها من كرب , وما أد هولها وما أعظم وقوعها , فهي فوق الوصف .

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣)

وأي شيء أعلمك بها , فأنت لا تدري بما فيها من أحوال فظيعة , وصور مريعة , وأحداث مخيفه ومواقف مذهله ,

 يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤)

يوم القيامة يكون الناس من كثرتهم وخوفهم وفزعهم وتفرقهم كالفراش المنتشر الذي يسقط في النار طاشت الافكار , وحارت الأنظا ر

وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)

وتصبح الجبال فيها كا الصوف الذي ينثر باليد ,  فيصير في الهواء كالهباء , لأن الجبال تُدكّ وتُنسف وتزول من أماكنها .

فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦)

فأما من ثقل موازينه بالحسنات , ورجح بالصالحات , ومالت كفته بفعل الخيرات فهنيئاً له وطوبى وقرة عين .

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧)

فهو في حال طيبة في جنات النعيم , في مقعد صدق ومقام آمين , ومجلس سلام ومحل أنس ,وسرور ونور وحبور .

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨)

وأما من حف ميزان حناته , وطاشت كفته لقلة خيراته ورجحت به السيئات فبعد له , وويل له مما ينتظره .

فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)

فحظه عاثر , وسعيه خاسر , ومأواه جهنم , ومثواه النار لما أدركه من البوار بسبب عصيانه للملك الجبار , وسميت هاوية , لأنها تهوي
بصاحبها إلى قعرها .


 وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠)

وما أعلمك ما هذه الهاوية , إن صاحبها يهوي على وجهه إلى قعرها البعيد , ليجد العذاب الشديد من الأغلال والحديد , والزقوم والصديد .

نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)

إنها نار موقدة وجحيم مؤصدة , وسعير محترقة لا يفّتر لهبها, ولا تخمد شعلتها ولا ينطفأ وقودها .
 
 
 
 
 
 
 
 

السبت، 4 ديسمبر 2010

سورة التكاثر

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ
لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)



أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)

شغلكم عن عبادة الله تفاخركم بالأموال والأولاد ، وتكاثركم بما يفنى عما يبقى ، فنسيتم الآخرة بسبب الدنيا .

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢)

واستمر اشتغالكم بالدنيا حتى متم ونقلتم إلى المقابر ، لقد غلبت عليكم الغفله حتى ذهلتم عن العمل للأخرة .

 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣)

ما هكذا ينبغي لكم ان تشتغلوا بالفاني عن الباقي ، سوف يظهر لكم ان الأخرة خير وأبقى من دنياكم الزائلة .

 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)

وسوف يتبين لكم سوء اختياركم بتقديم الدنيا عن الأخرة ، والانشغال بها عن طاعة الله عز وجل .

 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥)

ما هكذا ينبغي لكم لو كنتم تعلمون حق العلم ، ما ألهاكم الولد والمال عن المآل ، وما شغلكم الحطام عن التزود بالعمل الصالح . 

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦)
والله تشاهدٌنّ النار بعيونكم ، وترونها بارزة لكم ، فهل علمتم ما ينجيكم منها ويجنبكم دخولها ؟


 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧)

وأُقسمِ لترون النار دون شك ، ولتبصرنّها بلا ريب ، فأعدوا الزاد ليوم المعاد ، واجتنبوا النار بطاعة الواحد القهار .

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)

ثم أقسم لتسألُنّ يوم القيامة عن كل نعيم ، هل شكرتم ربكم عليه ؟ وهل كان عون لكم على طاعة من أسماع ، وأبصار، وأولاد , وغذا , وكساء ,
ودواء, وماء , وضياء , وهواء وغيرها من الآلاء .
 
 
 
 
 
 

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

سورة العصر

وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)



وَالْعَصْرِ (١)

أقسم قسم بالدهر ،وهو الوقت لحياة الأجيال ، والقيام بالعمال وأداء الاشغال ، وهو عمر الدنيا .

 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)
إن ابن أدم لفي هلاك ودمار إن لم يؤمن بالعزيز الغفار ، وإنه في نقصان وخسران يوم يترك الإيمان .


إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)

ألا من آمن بالله واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل الأعمال الصالحة المشروعة ، وأوصى المؤمنين بعضهم بعضاً بالحق الذي جاءت به
الرسالة وهو العمل بطاعة الله ، وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على المأمور ، وترك المحذور ، ورضى بالمقدور ، فالإيمان اعتقاد ، والعمل
الصالح زاد ، والحق مراد ، والصبر عتاد ، فمن جمعها فهو خير العباد في الدنيا ويوم المعاد  .
 

سورة الهمزة

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ
الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)


وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)

بؤس وهلاكاً لكل مغتاب للمسلمين ، طعّا في المؤمنين ، ينقب عن المعايب ،  ويدفن المناقب ، لسانة كالمقراض للأعراض .

الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)

الذي يجمع المال شرهاً ونهماً ، ويحصيه طمعاً ، ويبخل فيمنع الحقوق الازمة ، ويصبح خادما للمال ، خازناً له , مشغولاً به عن الطاعة .

 يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣)
يظن ان المال الذي جمعه يضمن له الخلود في الدنيا والسلامة من الآفات ، والهروب من الموت ، والافلات من لقاء الله عزل وجل .


كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤)

كلا، ليس الأمر كما يظن ، ولسوف نطرحه في النار تهشم أعضاءه ، وتحطم عظامه، وتسحق أجزاءه ، جزاءً على جشعه وطمعه وجمعه .

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)

وما أعملك بحقيقة هذه النار ؟ إنها مهولة بأنكالها ، مفزعة بأغلالها ، لمثلها يخاف ويحذر ويخشى .

 نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦)
إنها نار الله التي أوقدها وسعرها لأعدائه ، وأعدها لمن يستحقها ، فهي فوق الوصف عذاباً ونكالا .


الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)

فهي من شدد حرارتها وعظيم سعيرها تنفذ من الأجسام الى القلوب ، وتخترق الأعضاء الى الجوف ، فباطن الجسم وظاهره يُحرق بها .

إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨)

وهذه النار تطبق على أصحابها لا يخرجون منها أبداً ، بل هم خالدون فيها سرمداً بلا انقطاع ولا تخفيف ،

فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)

وهذه النار مفروشة على عمد , يتقلبون عليها ظهراً لبطن ، والعمد قد ذاب التهاباً كلما طلبوا التخفيف زادهم الله عذاباً .
 
 
 
 
 
 

سورة الفيل

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١)
 

ألم تعلم كيف عذب الله أبرهة صاحب الفيل وجيشه الذين أرادوا هدم الكعبة ؟ فأبادهم الله وأهلكم وقطع دابرهم .

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢)

أما أبطال كيدهم ، وخيّب سعيهم ، وضيّع تدبيرهم ، حيث شتت ما جمعوا ، وفلّ ما خشدوا ، وأهلك ما أعدوا .

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣)

وبعث عليهم طيراً في السماء  في فرق متتابعة وجماعات متلاحقة ، فلهوانهم لم ينزل عليهم جنداً .

تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤)

فالطير تقذفهم من السماء بحجارة من طين متحجر ، لا تخطئ الرمية ولا تضل الهدف ، كل رجل له حجر، ولله جنود من الملائكة والطير
والبشر .


 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)

فصاروا كأوراق الزرع اليابسة المحطمة المهشمة التي أكلتها البهائم ، ثم رمتها وداستها ،فهم صاروا مبعثرين على الارض مقطعين مزقت
أجسامهم وتفرقت جموعهم .
 
 

الخميس، 2 ديسمبر 2010

سورة قريش

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)



لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)

ألا تعجبون لاجتماع قريش وائتلافهم وانتظام امورهم وما هيأه الله لهم من أسباب المعاش

إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢)

كيف ألفوا رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وكيف تيسر لهم ذلك ؟ ليحصلو على أ{زاقهم وما تقوم به حياتهم ، وهذا تسهيل
من الله وحده ، فأين الشكر ؟!


 فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)

فليؤمنوا بالله وحده الذي هو رب الكعبة التي تشرفوا بها  , وافتخروا على الناس بجيرتها فالواجب عليهم شكره - سبحانه - بطاعته ، واتباع
رسوله وإخلاص العبادة له .


الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)

والله وحده هو الذي اطعمهم من جوع شديد ، وآمنهم من خوف عظيم ، فالغذاء والأمان هما سبب الحياة ، وقد تكفّل الله لهم بها ، والجوع
والخوف هما اخطر ما ينغص الحياة ويكدّر العيش .
 

سورة الماعون

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)


أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١)

ألا تعجب من حال الذي يكذب بيوم الحساب ؟ وألا تنظر إلى الجحود للبراهين على صحة ذلك ؟ وتكذيبه بالأدلة التي تثيب وقوع ذلك اليوم
العظيم .


فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)

ذاك المكذب غليظ الطباع ، فظ الخلق، قاسي القلب ، يدفع اليتيم عن حقه بعنف ، ولا يرحم هذا الضعيف ، لأنه لما كذب بالحساب أصبح لايرجو
الثواب ، ولا يخاف العقاب .


وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣)

ولا يحث غيره ولا يدعو سواه إلى طعام المسكين ، فمن باب أولى لا يطعم هو ، فهو بخير يأمر الناس بالبخل ، جحد حق الخالق في العبودية ،
وأنكر حق المخلوق في حسن المعاملة .


فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤)

فعذاب شديد ، وخسارة متحققة للمصلين المتهاونين بشأن هذه الصلاة ، فيؤدونها وَفقَرغباتهم لا نشغالهم بشهواتهم .


 الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)

الذين يغفلون عن صلاتهم فيؤخرونها عن وقتها ويخلون بأدابها ، ولا يعملون بها تقتضيه من نهي عن الفحشاء والمنكر ، فهم مضّيعون للصلاة
وقتاً وأداء وامتثالاً .


 الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦)

يؤدون لأعمالهم مراءاة للناس ، فلا يخلصون في قصد الله بها ، والمرئي عمله فاسد ، لأنه راقب المخلوق ونسي الخالق لهوان نفسه , وسقوط
قيمته وقبح سريرته .


وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)
ويمنعون كل ما فيه عون للآخرين مما لا ضرر في إعارته ، فخيرهم ممنوع ، وطالبهم مدفوع ، لا أحسنوا عبادة الخالق ، ولا نفعوا المخلوق ،
قساة جفاة ، بخلاء أهل رياء .

سورة الكوثر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)


إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)

إنا أعطيناك - أيها النبي الكريم - الخير الكثير العظيم في الدنيا من النصر والظفر ، وفي الآخرة نهر الكوثر أحلى من العسل ، وأشد بياضاً من
اللبن ، وحافتاه واللؤلؤ، وطينه المسك ، وهذا الكوثر كرامة لك خاصة ، لما لك عند الله من مكانة .


 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)
فما دام أن الله وهبك هذه الموهب العظيمة فأخلص لربك والصلاة وكل عبادة ، وذابح له وحده , ووجٌه كل عبادة بدينة أو مالية لله وحده .  


إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)

إن الذي يبغضك ويبغض ما جئت به الحق والهدى مقطوع الخير ، مبتور الأتر ، مسلوب البركة . منزوع النفع ، أما أنت فالبركة والخير كله لك
،من الذكر الحسن والأثر الطيب والنفع والباقي والأجر الدائم .

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

سورة الكافرون

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ
دِينِ (٦)


قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)
قل - أيها النبي - للذين كفروا بالله ورسوله وكذبوا بآياته ، وذكروا بالكفر تشنيعاً وتوبيخاً ووصفاً  لازماً  معه الذم والبراءة منهم .


لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢)
لا أعبد ماتعبدون من الأصنام والأوثان ، بل أعبد الرحمن ، وأعادي الشيطان ، وأتلو القرآن ، وأبرأُ من هذا الزور والبهتان 


وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣)
ولا انتم عابدون ربي والحد الأحد المستحق للعبادة ، لأنكم أشركتم به غيره ، وكذبتم رسوله ، وحاربتكم دينه ، فأنتم أعداؤه .


وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤)
ولا انا في المستقبل عابد ما تعبدون ، من الأصنام بعد ما هداني ربي لدين الإسلام ، فكيف أكفر بربي وقد خلقني ورزقني .


 وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥)
ولا انتم في المستقبل سوف تعبدون إلهي وخالقي ، فقد طبع على قلوبكم بالكفر ، وكتب عليكم الشقاء ، وحقت عليكم كلمة العذاب


 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)
لكم دينكم الذي لزمتموه عتواً وعناداً ، وأصررتم على اتباعه بغياً وعدواناً ، ولي ديني الحق الذي هداني ربي إليه ، ولا أبغي سواه ، ولا أريد
غيره ، فأنتم ملازمون للغواية ، وأنا ثابت على الهداية .

سورة النصر

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)


إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)
إذا تم لك الانتصار على الكفار وحصل لك الظفر ، ودان لدينك الناس , وفتح الله عليك بفتوحاته , وفتح لك القلوب والأسماع والأبصار , وفتح
لك مكة وسائر الأمصار .


وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢)
ورأيت الناس أقبلوا إلى الإسلام جماعات جماعات ، وجاءتك القبائل مبايعة ، والوفود متتابعة ، ودانت لك العرب والعجم


 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)
إذا حصل ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من الأذكار , لأنه زاد الأبرار ، فأدم التسبيح بامر ربك ، فالتسبيح تنزيه له عن المعايب ، والتحميد إثبات
المحامد له ، وأكثر من الاستغفار ، ليجبر من حصل من نقص ، أو وقع من خطأ ، فبالاستغفار تدوم النعم ، وتصرف النقم، والله يتوب على من
يتوب لأنه غفّار الذنوب ،ستار العيوب ، يقبل العائد ، ويمحو الزلة ، ويتجاوز عن الخطايا .

سورة المسد

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
(٥)


تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)
 خسرت وخابت يدا الشقي أبي لهب الذي جحد الحساب ، وكذب بالكتاب ، وآذى الرسول صلى اله عليه وسلم وحارب الله ، وبخل بماله


مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢)
ما نفعه ماله ولا دافع عنه حطامه ، ولن يُردّ عنه عذاب الله وغضبه ، فقد خسر نفسه وأهله وماله لسوء فعاله .


سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣)
سيحرق بنار تتلهب ، ويشوى في جهنم ويعذب ، ويلقى جزاءه الأكيد العذاب الشديد ، وهو جزاء كل جبار عنيد 


وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)
وامراته تُعذب معه ، لأنها آذت رسو الله صلى الله عليه وسلم ، وحارب الإسلام ، وصدت عن السبيل ، وطرحت الشوك في الطريق .


 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
وحبلها الذي كانت تحتطب فيه يصبح حبلاً من الليف الخشن تُطوق به , ويلتهب عليها ناراً ، وتجرجر به في جهنم ، وتُسحب به في السعير ،
وكل امرأة كافرة فاجرة سافرة حمالة حطب

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

تفسر سورة الإخلاص

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)



قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)
قل - أيها النبي - هو الله المتفرد بالألوهية ولا يشاركه أحد ، وهو أحد في ذاته وأسمائه وصفاته لا يشبه أحداً من خلقه ، ولا يشبهه أحد ،
متفرد بالكمال والجلال والجمال .

اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)
الله وحده الذي تقصده المخلوقات في قضاء الحاجات , وهو السيد الكامل في السيادة , والباقي بعد أن يفنى عباده , ولا يُطعم الطعام , ولا يأخذه
سنة ولا منام .

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣)
ليس له صاحبة ولا والد ولا ولد ، ولم يخرج من أحد ولم يخرج منه أحداً ، لم يلد فُيورث ولم يولد فيشرك به , فليس بحاجة إلى غيره بل ماسواه بحاجة إليه .

لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)
ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا ند في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله , تفرد بالربوبية والألوهية .

تفسر سورة الفلق

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (٥)


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)
قل- أيها النبي - أعوذ وأتجئ واعتصم برب الصبح الذي فلقه من الليل ، وشقه من الظلام .

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)
من شر كل المخلوقات وأذى جميع المؤذيات ، فالله وحده الذي يحمي من الأذى ، ويمنع من الردى .

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣)
ومن شر ليل مظلم مدلهم إذا طَّبق الأرض بظلامه ، وغطى العالم بسواده, وما فيه من أخطار وشرور وأذى .


وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)
ومن شر الساحرات والنفافثات فيما تعقدن من السحر للصرف والعطف، وما فيه من تفريق وشر وضرر.


وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (٥)
ومن شر حاسد للنعمة محبّ لزوالها ، مبغض لفضل الله على عباده إذا حسد وجمحت نفسه وأطلق عينه .

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

تفسير سورة الناس

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣)
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)قل - أيها النبي - أعوذ وألتجئ أعتصم برب الناس ، فربوبيته تقتضي الاحتماء به ، والالتجاء إلى قوته عز وجل

مَلِكِ النَّاسِ (٢)فهو ملك الناس المنصرف في شؤونهم والمدبّر أمورهم ، والحاكم عليهم ، والغني عنهم ، والذي لا يخرج عن ملكه شيء .

إِلَهِ النَّاسِ (٣)وهو إله الناس المستحق للعبودية وحده ، والمتفرد بالألوهية ، الذي لا شريك له ولا رب سواه ، ولا إله غيره .

منْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤)ومن أذية الشيطان الذي يوسوس عند غفلة الإنسان ، ويخفتفي إذا ذُكر الرحمن .

الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)الذي ينشر الشك والشر في صدور العباد ، ويبث في قلوبهم الفجور والفساد ، والانحراف .

مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)وأعوذ بالله من شياطين الجن المتوارين ، ومن شياطين الإنس الظاهرين ، فشياطين الجن يُحتمى منهم بالطهر والذكر ،وشياطين الإنس بالدفع
بالحسنى ، والاعتصام بالملك الأعلى .

الأحد، 28 نوفمبر 2010

جديد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بكم زورا المدونه
 التفسير الميسر للقران الكريم
باذن الله سيتم تنزيل تفسير القران كاملا هنا
ولكن كل ما اطلبه منكم الدعاء لي بتوفق